[علَّمني شَيْخِي ] - حِوَار في ضمير شاب من التيار الإسلامي. .. لإسلام أنور المهدى
علَّمني شَيْخِي ...
علَّمني أن "المسجد" مُعَسْكَري و أن "المنبر" خندقي ، فلمَّا لاح له "كُرْسِيُّ الحُكم" هجرهما !!..
علَّمني أن "الياسق" جِبْتٌ كُفْرِيٌّ ، ثم ارتضى لنفسه سُلطة التشريع و خطَّ "الدُّسْتُورَ العالمانيَّ" بيمينه !!..
علَّمني أن "الطَّاغوتَ" نجاسَةٌ ، ثم ارتمى يتقلَّب في بِرَكِ نَجَاسَاتِ طواغيت الغرب و الشرق !!..
علَّمنِي أنه لا عصبية لِحِزبٍ و لا لجماعة ، ثم أوَّل ما حُلَّ قيدُه أنشأ حِزبًا و كَرَّس تقديسَ الجماعة !!..
علَّمني أنه لا عِزَّ إلا بالجهاد ، فلمَّا تمكَّن قَتَل أهلَ الجِهادَ !!..
علَّمنِي أنه لا مُفاوضاتَ مع المُستعْمِرين ، فلمَّا ترأَّسَ كان وسيط الهُدنةِ مَعَهُم !!..
علَّمني أن أبكِي على المسلمين و أدعو لَهُم لاستضعافي ، فلمَّا ادَّعى التَّمكِينَ أصَمَّ أذنيه عن صرخاتِهم !!..
علَّمني أن أُنْكِرَ نفسي و أن أكونَ خَفِيًّا ، فلمَّا عُرِفَ هُوَ دَعَا لنفسه و حَصَر الإسلام فيمن أطاعَه و نفَّذَ أمرَه !!..
علَّمني أن أعمل للهِ وحده لا لمالٍ و لا شُهرةِ و سُلطةٍ و لا مَدِيح ، ثم قبض ثمن أعمالي من الأربعةِ أصنافِ وافِرًا وحده !!..
علَّمني الصبر على المخالِفَ مهما جَنَى و تَجَنَّى ، فلمَّا خالفتُه هُوَ هجرني و حذَّر منِّي و رماني بكلِّ نقيصةٍ كنتُ قد سَتَرتُها عليه !!..
علَّمني أن أترك الدنيا للهِ ، ثم ترك شريعة اللهِ التي ما انتخبه الناس إلا من أجلِها طمعًا في حصادِ الدُّنيا !!..
علَّمني أن "القميص القصير" من لوازمِ هَوِيَتِي ، فلمَّا جالسَ ذوي "التوكسيدو" لَبِسَ "الكْرَافَات" !!..
علَّمني أن إعفاءَ اللِّحيَة شِعَاري ، فلمَّا خالطَ أعدائي قصَّرها حتى بان جلدُ خدَّيه !!..
أو علَّمنِي أن حلقها وسيلةَ تقرُّبٍ إلى الناس لدَعَوتِهِم و كَسبِ محبَّتِهِم ، فلمَّا انتخبه أغلبُ الناس لَم يُعفِيهَا !!..
علَّمني ألا أتكلم إلا في فَنِّي ، فلما أدْمَنَ "التُّوك شُو" أفتى في كُلِّ شيء !!..
علَّمني أن أبذلُ للهِ دمائي ، فلمَّا عطشت الأرض للدماء استبقاني لخدمَتِه و حِفظِ جماعَتِه !!..
أو علّمني أن أحقِنَ الدِّماء لدرءِ المفسدة و دفعِ الفِتنةِ ، فلما أتَتْ مصلحتُه أخرجني ليُسفك دَمِي قُربَانًا لعُلُوِّه الميمون !!..
علَّمني و علَّمني و علَّمني .. ثم خالف ما علَّمني و أتى ما نهاني و لم يعُد كعهدِي به !!..
============================================
قال اللهُ تبارك و تعالى : (فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) [الفَتْح، 10]
============================================
قال أَبُو إِدْرِيسَ الخَوْلاَنِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ رضي الله عنه، يَقُولُ: "كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي"،
فَقُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟"
قَالَ: «نَعَمْ»
قُلْتُ: "وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟"
قَالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ»
قُلْتُ: "وَمَا دَخَنُهُ؟"
قَالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ»
قُلْتُ: "فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟"
قَالَ: «نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا»
قُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا"،
قَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا»
قُلْتُ: "فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟"
قَالَ: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ»
قُلْتُ: "فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟"
قَالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ»
[البُخاريُّ، 7084]
============================================
قال سفيان الثوري -رحمه الله- : "إذ أحببتَ الرجلَ فِي اللهِ ؛ ثمَّ أحدَثَ فِي الإسلامِ فَلَمْ تُبْغِضْهُ عَلَيْهِ فَلَم تَحِبّهُ فِي اللهِ" [الحِلْيَة، 7/34].
============================================
الخُلاصة: الحَرَكة الإسلامِيَّة = نقطة .. و من أول السَّطْر ...
============================================
المصدر : http://ansarsharia.blogspot.com/2012/12/blog-post_4.html